ذاع صيته في عصر عظماء التلاوة، حيث ينتسب الي ذلك الجيل الذي اسعد مستمعيه بحلاوة الصوت وحسن الأداء والالتزام بقواعد التلاوة.
بدأ حياته مقلدا الشيخ محمد رفعت، اذ كان شبيه الصوت به.
وينفرد شيخنا عن اقرانه، بمراجعته كتب التفاسير قبل الخروج من بيته لاحياء سهرة خارجية، أو حين التسجيل للاذاعة المصرية، لتنحاز قراءته الي التعبير، بعيدة كل البعد عن التطريب.
عاصر المقرئ ابو العينين شعيشع الاقدمين من صفوة القراء والمحدثين، وقد كان صاحب اياد بيضاء علي قراء عصره، إذ استثمر طيب علاقاته بمسئوولي الدولة كنقيب للقراء في ثمانينيات القرن الماضي، فحصل علي جملة من المكاسب النقابية، منها مبلغ 30 ألف جنيه سنويا دعما لنقابة القرآن في عهد الدكتور محمد علي محجوب وزير الاوقاف الاسبق، وكذلك الاستجابة لطلبه بمنح النقابة مبلغ عشرة آلاف جنيه دعما لمشروع التأمين الصحي، بخلاف ثلاثمائة اخري اعانة لأسرة المقرئ حال وفاته، فضلا عن تخصيص معاش لمن بلغ الخامسة والستين من العمر.
وشيخنا ابو العينين شعيشع، من مواليد مدينة مدينة بيلا محافظة كفر الشيخ عام 1922، ألحقه ابوه باحدي مدارس البلدة في السادسة من عمره، وبالفطرة احب الاستماع الي القرآن الكريم، فلا مكان له في مأتم أوفرح، إلا ملاصقا لدكة مولانا المقري او المبتهل او المنشد، و حسبما قال لكاتب السطور بمنزله بضاحية مصر الجديدة في عام 1990، انه كان يجلس تحت الدكة الي حين يغلبه النوم.
علم ناظر المدرسة عبر حكي التلاميذ، بحسن تلاوته وتقليده لاصوات المقرئين، فدعاه واستمع اليه،ثم طلب منه المشاركة في احدي احتفالات المدرسة، وافتتاحها بتلاوة قرآنية بصوته ففعل، وأذهب لب الحضور، من مدرسين وضيوف، لما أظهر من ثقة وشخصية في الأداء، ناهيك عن حلاوة الصوت ، فكانت ايذانا بانطلاقه صوب حفظ القرآن وتعلم احكام التلاوة.
حين بلغ الرابعة عشرمن عمره كانت شهرته قد بلغت البلاد المجاورة لمدينته، وقد شهد عام 1990 البداية الحقيقية للشيخ ابو العينين شعيشع اذ تعاقدت معه الاذاعة المصرية. وقد حصل شعيشع علي اوسمة عدة من داخل مصر وخارجها، اذ منحه الرئيس الراحل حسني مبارك وسام الامتياز من الطبقة الاولي في عام 1989 مشفوعا بقرار استمراره نقيبا للقراء مدي الحياة، تلك التي فارقها في مثل هذه الايام الخميس 23من يونيو2011.
رحم الله الشيخ "الودود" ابو العينين شعيشع .
